كيف يعطي الركض طعما اخر لحياتك

أثبتت الفحوص والتجارب بأن الركض هوأكثر الرياضات فائدة لأجسامنا وأحسنها تأثيراً على حياتنا اليومية وقد يبدوا اتخاذ الخطوة الأولى مجهداً ومتعباً إذ أن الجسم يأخذ وقتاً للاعتياد على الحركة والنشاط بعد خمول قد يكون دام لسنين أو شهور لذلك فمن الطبيعي أن يبدو عليك التعب في أول تجربة وهذا التعب على أية حال يزول تدريجيا وستجد نفسك بعد ذلك لا تشكو
من أي تعب كما أنك تشفى مما كنت تعانيه بسرعة أكثر . إن الهدف الذي تصبو إليه يستحق كل عناء أو قل إنه يستحق المحاولة على الأقل وسترى أنك خلال بضعة أسابيع من الابتداء ستصبح أكثر سرعة وأكثر نشاطاً وحركه ستشعر بحيوية لا تضاهي وبتجدد ليس له مثيل وسيصبح لحياتك معنى أكبر لأنك تعالج نفسك بنفسك ولا تنسى أنك تستطيع ممارسة رياضة الركض في كل الفصول وكل الأنحاء سواء في الحدائق أو الأرصفة أو على شاطئ النهر . عموماً وقبل كل شيء عليك أن تفكر جيداً بالحالة التي أنت فيها فإذا كنت بديناً أو من المبتدئين فعليك ألا تسرع في البداية لأنك ستتعب وربما تعدل عن الركض في وقت لاحق فدرجة الشدة في الركض تتوقف على ظروف الشخص الصحية خصوصاً إذا كان مبتدئاً فإذا تعبت في تجربة الركض الأولى فما عليك سوى انقاص مدة الركض في المرة القادمة وكذلك عليك أن تركض تارة ثم تمشي تارة أخرى بكل هدوء وبطء لبضع دقائق ومن الطبيعي أن يشعر المبتدئ بعد ممارسته الرياضة الركض لمدة ثلاثة أسابيع بقدرة أكبر على التحمل وبهذا يستطيع أن يطيل المسافة التي يركضها ويخفف من المشي البطيء تدريجياً .‏
لكن دعنا نفترض الآن أنك مرتدٍ ثيابك وأنك جاهز للركض فإليك إذاً نصيحة مجانية ((لا تركض مباشرة)) فحتى لو كان عقلك مستعداً للركض فإن جسمك لا يزال غير مستعد بسبب الراحة التي كان ينعم بها طوال الفترة الماضية فعليك أولاً تدفئة جسمك قليلاً قبل البدء بالركض بحوالي نصف ساعة والمقصود بتدفئة الجسم تدفئته بالتمارين الرياضية وليس بارتداء الألبسة الصوفية أو الجلدية الخانقة لإفرازات الجسم الطبيعية وهذه ننصحك بالابتعاد عنها ما أمكن .‏
فن الركض‏
من الضروري جداً أن يكون الركض خارج المنزل على أن يكون المكان أميناً وخالياً من السيارات والأخطار الأخرى ومن الأفضل ممارسة هذه الرياضة في الحدائق العامة حيث الهواء النقي والأشجار والماء وتستطيع أيضاً الركض على الأرصفة أو بموازاة سرير النهر لتستمتع بالطبيعة أولاً ولتقدم لنفسك الراحة النفسية بالمجان فلا تظلم نفسك وتحرمها من متعة المناظر الطبيعية والهواء النقي والشمس بالركض داخل المنزل وبعض الناس يشعر بالعناء إذا ركض خارج المنزل أو أنه قد يخجل من الناس لبدانته أو ترهله أو أنه قد ينزعج كثيراً من مشاكسات بعض الثقلاء في الشارع فلا تخجل ولا تشعر بأنك مختلف عن الآخرين وتذكر أن الناس أولاً يعجبون بمحبي الرياضة بغض النظر عن سنهم ثم إنهم قد لا يلاحظونك أصلاً فلماذا تشعر أنك مراقب!‏
وثق بأنك في عدوك اليومي ستصبح كقسم من الطبيعة وربما تشجع الناس بعد رؤيتك على ممارسة رياضتك نفسها وكل هذا يدفعك إلى أن تتمتع بنشاطك الرياضي دون الإكتراث بنقد الآخرين .‏
في الحقيقة إن فن الركض لا يقتضي من الإنسان أكثر من القيام بحركات طبيعية وعفوية وبما أن أجسام الناس تختلف وتتفاوت فإنه لا توجد طريقة ثابتة ومعينة يجب اتباعها في الركض ولكن هناك نصائح لا يمكن الاستغناء عنها في سبيل إحكام هذا الفن ونذكر منها :‏
أولاً:اركض وجسمك مستقيم ومتوازن ولا تنحن يمنة ويسرة .‏
ثانياً: اركض ورأسك ثابت ومرتفع وانحن قليلاً للأمام‏
رابعاً : ابسط كفيك ولا تجعلهما منقبضتين كمن يريد أن يكلم أحداً‏
خامساً: لا تفكر في علو وثبتك بل اركض بشكل طبيعي ومرن .‏
سادساً: لا تضغط على قدميك وركبتيك بشدة وليكن وقعهما على الأرض بلطف وتأنً .سابعاً : إدفع بأصابع قدميك للأمام وحافظ على توازنك ولكن حاذر من أن تركض على أطراف قدميك فقط.‏
ثامناً: تنفس بعمق ولا تفتح فمك واسعاً .حاول التنفس من الأنف والفم معاً .‏
إن من الضروري العمل بهذه النصائح شرط ألا تجعلها على عفويتك العامة في الركض فالركض هو فرصتك الكبرى للتمتع بما هو حولك لتنسى متاعبك المتكررة فلا تثقل على نفسك بالقواعد والقوانين التي تفسد عليك متعتك .‏

» في علم النفس اجعل من نفسك سيّداً لحياتك لا تخضع بل انتفض